الديوانة تفتح أربع مناظرات انتداب .. بعد توقفها لـ11 سنة
أكد المتحدث باسم الديوانة التونسية، العميد شكري الجبري، في تصريح لموزاييك يوم الأربعاء 11 سبتمبر 2024،
أن الإدارة العامة للديوانة التونسية قد نظمت هذا العام أربع دورات لانتداب أعوان وضباط جدد،
خاصة بعد توقف الانتدابات لمدة تقارب 11 عامًا منذ سنة 2013.
وأوضح العميد شكري الجبري أن هذه الانتدابات ستسهم في تعزيز العمل الميداني،
خصوصًا في مجال مكافحة التهريب عند المعابر الحدودية، ومراقبة الحركة التجارية للتجار والمسافرين.
ويأتي ذلك إلى جانب توفير سيارات جديدة مؤخرًا، مع وجود وعود باقتناء المزيد لتعزيز المراقبة على مختلف المسالك،
بالإضافة إلى اقتناء مجموعة من الأنياب والدراجات النارية لدعم الموارد اللوجستية والبشرية، مما يزيد من كفاءة وفعالية العمل الديواني في كامل تراب الجمهورية.
وفي خضمّ هذا الواقع، تتعاظم التحديات، لكنها لا تُثني عزيمة الديوانة التونسية، تلك المؤسسة التي تجسّد روح الوطن وتحمل على عاتقها أمانةً ثقيلة، تتأرجح بين الحفاظ على أمن البلاد وصيانة أرواح العباد. ففي كل خطوة تخطوها، وكل عملية تُحبطها، تنبض قلوب رجالها بشجاعةٍ تتحدى الرياح العاتية، وكأنهم حُماة لبوابات السماء، يسهرون على أمن أرض الخضراء.
تلك الأرقام التي يُعلن عنها العميد شكري الجبري، ليست مجرد أعداد، بل هي حكاياتٌ تروى عن ليلٍ طويلٍ، سهر فيه جنودٌ بواسل يحاربون في الظل، لا يطلبون من الدنيا شيئًا سوى أن يظل هذا الوطن شامخًا، أبيًّا، عصيًا على كل من يحاول المساس به.
من بين تلك العمليات التي تُخفي في طياتها الكثير من التفاصيل، هناك حكاية تتردد في أروقة الديوانة، حكاية ذلك اليوم الذي وقف فيه أحد الضباط أمام حقيبةٍ مهترئة، لا توحي بمحتواها المظلم. وبعينين تتوقدان حذرًا، وبقلبٍ يتوجس، فتح الحقيبة ليجدها ممتلئةً بالكوكايين، وكأنها كانت تحمل بين طياتها السمّ الذي لو وصل إلى أيادي العابرين لكان نذير شؤمٍ وموت.
وفي معبر راس جدير، كان المشهد مختلفًا، لكنه يحمل نفس المضمون. هنا، كان التهريب يتلبس شكلًا آخر، حيث تمكّن الضباط من كشف تلك البنادق المخبأة في خزان الوقود. كانت البنادق نائمة، ولكنها لو استيقظت لربما زرعت الموت والرعب في كل زاوية من زوايا هذا الوطن الذي يأبى إلا أن يبقى حرًا، مستقلاً، آمنًا.
وفي حلق الوادي، كانت الديوانة كالسد المنيع، حينما وقفت في وجه تلك النعال التي تحمل في طياتها القنب الهندي، وكأنها أقدام الشر التي حاولت أن تطأ أرض تونس الطاهرة. لكن، وكما في كل مرة، كان الوطن هو المنتصر، بفضل هؤلاء الرجال الذين لم يكلّوا ولم يملّوا، وجعلوا من أنفسهم حصنًا منيعًا في وجه كل خطر يتهدد هذا الوطن.
هذه المعارك اليومية، ليست مجرد محاربة للتهريب أو المخدرات، بل هي معارك من أجل الحفاظ على الحلم التونسي، على الأمل الذي ينبض في قلوب الملايين. هي قصة وطنٍ يعيش كل يوم من أجل أن يبقى حيًا، من أجل أن يبقى عزيزًا، من أجل أن يبقى مرفوع الرأس، رغم كل التحديات، رغم كل الصعوبات.
في نهاية المطاف، تقف تونس اليوم بفضل هؤلاء الأبطال، كزهرة تتحدى العواصف، كتلك النخلة التي تُقاوم الريح، تمد جذورها في الأرض، وترفع هامتها إلى السماء، شامخةً، ثابتةً، مفعمةً بالحياة.
Source : mosaique fm